تغير المناخ 2001: التخفيف
تقاريرخرى في هذه المجموعة

3 الإمكانيات التكنولوجية والاقتصادية لخيارات التخفيف

3-1 التطورات الرئيسية في المعارف المتعلقة بالخيارات التكنولوجية للتخفيف من انبعاثات  غازات الدفيئة في الفترة حتى عام 2010-2020 منذ تقرير التقييم الثاني

تتطور باستمرار التكنولوجيات والممارسات الرامية إلى الحد من انبعاثات غازات الدفيئة. ويركز الكثير من هذه التكنولوجيات على تحسين كفاءة طاقة الوقود الأحفوري أو استخدام الكهرباء واستحداث مصادر الطاقة منخفضة الكربون حيث أن معظم انبعاثات غازات الدفيئة (من حيث مكافئها من ثاني أكسيد الكربون) يرتبط باستخدام الطاقة. وكانت كثافة الطاقة (الطاقة المستهلكة مقسومة على الناتج المحلي الإجمالي) وكثافة الكربون (ثاني أكسيد الكربون المنبعث من احتراق الوقود الأحفوري على كمية الطاقة المنتجة) في انخفاض منذ أكثر من 100 عام في البلدان المتقدمة دون سياسات حكومية صريحة للتخلص من الكربون، وتنطوي على إمكانية المزيد من الانخفاض. فمعظم التغير من نتاج التحول عن الوقود عالي الكربون مثل الفحم إلى النفط والغاز الطبيعي من خلال تحسين كفاءة تحويل الطاقة وإدخال الطاقة المائية والنووية. كما يجرى تطوير مصادر طاقة الوقود غير الأحفوري وتنفيذها بسرعة، وهي تنطوي على إمكانيات كبيرة للحد من انبعاثات غازات الدفيئة. ويمكن أيضا أن يضطلع الامتصاص البيولوجي لثاني أكسيد الكربون وإزالة هذا الغاز وتخزينه دورا في الحد من انبعاثات غازات الدفيئة في المستقبل (انظر أيضا القسم 4 أدناه). وتركز التكنولوجيات والتدابير على قطاعات أخرى غير الطاقة للحد من انبعاثات ما يتبقى من غازات الدفيئة الرئيسية: أي أكسيد الكبريت وأكسيد النتروز والهيدروفلورو كربون وسادس فلوريد الكبريت.

ومنذ تقرير التقييم الثاني، حقق العديد من التكنولوجيات تقدما أسرع مما كان منتظرا في التحليل السابق. وتشمل الأمثلة على ذلك تقديم السوق للسيارات ذات الآلات المختلطة التي تتسم بالكفاءة، والتقدم السريع في تصميم التوربينات العاملة بالرياح، وبيان تخزين أكسيد الكربون تحت الأرض، والقضاء شبه الكامل على انبعاثات أكسيد النتروز من إنتاج الأحماض الدهنية. وتتوافر الآن فرص أكبر لتحقيق كفاءة الطاقة في المباني والصناعات والنقل وإمدادات الطاقة، وغالبا ما يتم ذلك بتكاليف أقل مما كان متوقعا. وسوف تظل معظم فرص الحد من الانبعاثات تأتي بحلول عام 2010 من زيادة كفاءة الطاقة في قطاعات الاستخدامات النهائية من خلال التحول إلى الغاز الطبيعي في قطاع الطاقة الكهربية ومن خلال الحد من إطلاق عملية  غازات الدفيئة من الصناعات مثل أكسيد النتروز (N2O) والبيرفلوروميثان (CF4) والهيدروفلوروكربون (HFCS). وفي عام 2020 عند ما يكون قد تم استبدال نسبة من معامل الطاقة الحالية في البلدان المتقدمة والبلدان التي تمر اقتصادياتها بمرحلة انتقالية، وعندما يصبح الكثير من المعامل الجديدة قيد التشغيل في البلدان النامية، يمكن أن يبدأ استخدام مصادر الطاقة المتجددة في المساهمة في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. ويمكن في المدى البعيد، أن تصبح تكنولوجيات الطاقة النووية- مع تلبية الخصائص السلبية الكافية متطلبات الأمان الصارمة والانتشار وتخزين المخلفات- بالإضافة إلى إزالة الكربون فيزيائيا وتخزينه من الوقود الأحفوري والكتلة الإحيائية- خيارات متاحة.

وتسير في عكس اتجاه الإمكانيات التكنولوجية والاقتصادية للتخفيضات في انبعاثات غازات الدفيئة، التنمية الاقتصادية السريعة وتسارع التغيير في بعض الاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية والسلوكية التي تزيد من استخدام الطاقة الكلية وخاصة في البلدان المتقدمة ومجموعات البلدان النامية مرتفعة الدخل. وقد أخذت الوحدات السكنية والسيارات في كثير من البلدان في النص ومن حيث الحجم كما تتزايد كثافة استخدام الأجهزة الكهربائية. ومعدات المكاتب الكهربية في المباني التجارية. وفي البلدان المتقدمة، وخاصة الولايات المتحدة، تتزايد أيضا مبيعات السيارات الأكبر حجما والأثقل وزنا والأقل كفاءة في استخدام الطاقة. ويؤدي الخفض المستمر.

وعلاوة على ذلك، وهو ما يتصل بخيارات المستحثات التكنولوجبة، تتوافر إمكانيات هامة في مجال التجديد الاجتماعي. ففي جميع الأقاليم، تتوافر خيارات كثيرة لاختيار أنماط الحياة التي قد تحسن من نوعية الحياة مع الحد في نفس الوقت من استهلاك الموارد وما يرتبط بذلك من انبعاثات غازات الدفيئة. وتعتمد هذه الاختيارات كثيرا على الثقافات والأولويات المحلية والإقليمية. وهي ترتيط إرتباطا وثيقا بالتغييرات التكنولوجية التي يمكن ربط بعضها بالتغييرات العميقة في نمط الحياة، في حين لا يتطلب البعض الآخر هذه التغيرات. وعلى الرغم من أن هذه الخيارات تكاد لا تلاحظ في تقرير التقييم الثاني، فإن هذا التقرير يبدأ بمعالجتها.



تقارير أخرى في هذه المجموعة