تغير المناخ 2001: التأثيرات والتكيف وسرعة التأثر

تقاريرخرى في هذه المجموعة

8- الاحتياجات من المعلومات

بالرغم مما أحرز من تقدم، لاتزال هناك ثغرات كبيرة في المعرفة فيما يتعلق بالتعرض والحساسية والقدرة على التكيف وسرعة تأثر النظم الفيزيائية والإيكولوجية والاجتماعية بتغير المناخ. ويعتبر إحراز تقدم في هذه المجالات من الأولويات اللازمة للتقدم في تفهم العواقب المحتملة لتغير المناخ بالنسبة للمجتمع البشري والعالم الطبيعي، وكذلك لدعم تحليلات الاستجابات الممكنة.

التعرض. يعتبر إحراز تقدم في أساليب عرض التوقعات لنواحي التعرض للمحفزات المناخية وغيرها من الإجهادات غير المناخية على نطاقات مكانية أدق أمراً لازماً لتحسين تفهم العواقب المحتملة لتغير المناخ، بما في ذلك الفروق الإقليمية والمحفزات التي قد تحتاج النظم إلى التكيف معها. وينبغي أن يعتمد العمل في هذا المجال على النتائج المستقاة من البحوث بشأن حساسية النظم وقابليتها للتكيف وسرعة تأثرها، وذلك لتحديد أنواع المحفزات المناخية والإجهادات غير المناخية التي تؤثر أعظم الأثر على النظم. وهذا البحث لازم بصفة خاصة في البلدان النامية التي يفتقر كثير منها إلى البيانات التاريخية، ونظم المراقبة الوافية والى قدرات البحث والتطوير. وسيؤدي تطوير القدرة المحلية في مجال التقييم البيئي والإدارة إلى زيادة فعالية الاستثمار. ويعتبر من الأولويات وجود أساليب لاستقصاء التغييرات الممكنة في تواتر وشدة الظواهر المناخية المتطرفة، وتقلبية المناخ، والتغيرات الفجائية الواسعة النطاق في نظام الأرض مثل تباطؤ أو توقف الدوران المدفوع بالتباين الحراري والملحي في المحيطات. ولابد أيضاً من العمل على تعزيز فهم الكيفية التي تؤثر بها العوامل الاجتماعية والاقتصادية على نواحي تعرض مختلف المجموعات السكانية.

الحساسية. لا تزال الحساسية للمحفزات المناخية مقدرة تقديراً كمياً سيئاً بالنسبة لكثير من النظم الطبيعية والبشرية. ومن المتوقع أن تشمل استجابات النظم للتغير المناخي قياسات لا خطية قوية واستجابات متقطعة أو فجائية واستجابات متغيرة مع الزمن، وتأثيرات متبادلة معقدة مع نظم أخرى. ومع ذلك فإن كثيراً من النظم يشهد تطوراً غير جيد في إعداد التقدير الكمي للانحناءات وحدود العتبات والتأثيرات المتبادلة في استجابات النظم. ولابد من بذل جهد لتطوير وتحسين النماذج الدينامية، القائمة على العمليات، للنظم الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية؛ ولتقدير البارامترات النموذجية لاستجابات النظم لتغيرات المناخ " ولإثبات صحة نتائج محاكاة النموذج. وينبغي أن تشمل هذه الجهود استخدام الأدلة الرصدية، والرصدات القديمة، حيثما انطبق الأمر، والمراقبة الطويلة الأجل للنظم والقوة المؤثرة عليها. ومن الأولويات اللازمة مواصلة العمل على كشف تأثيرات التغير المناخي المرصود، من أجل زيادة الاستقصاء الذي يمكن أن يوفرمعلومات تجريبية لتفهم حساسية النظم للتغير المناخي.

المقدرة على التكيف. أحرز تقدم في تقصي التدابير التكيفية والقدرة على التكيف. ومع ذلك يلزم القيام بأعمال من أجل تفهم أفضل لقابلية تطبيق تجارب التكيف مع تقلبية المناخ على تغير المناخ، ولاستخدام هذه المعلومات لتطوير التقديرات التجريبية الأساس لفاعلية وتكاليف عملية التكيف، ولاستنباط نماذج تكهن للسلوك التكيفي التي تأخذ في الاعتبار صنع القرارات في ظل عدم اليقين. ويلزم القيام أيضاً بأعمال من أجل تفهم أفضل للعوامل المحددة للقدرة على التكيف ولاستخدام هذه المعلومات للنهوض بتفهم الفروق في القدرة على التكيف عبر المناطق والأهم والجماعات الاجتماعية الاقتصادية، وكذلك تفهم الكيفية التي تتغير بها القدرة على التكيف مع مرور الزمن. ومن المتوقع أن تكون نواحي التقدم في هذه المجالات مفيدة لتحديد استراتيجيات ناجحة لتعزيز القدرة على التكيف بطرق قد تكون تكميلية لتخفيف وطأة آثار تغير المناخ، وللتنمية المستدامة ولأهداف الإنصاف.

سرعة التأثر. تعتبر التقديرات الخاصة بسرعة التأثر بتغير المناخ ذات صفة نوعية إلى حد كبير وهي تعالج مصادر سرعة التأثر والطابع الذي تتصف به. ويلزم القيام بأعمال أخرى لإدماج المعلومات بشأن نواحي التعرض والحساسية والقابلية للتكيف لتوفير مزيد من المعلومات التفصيلية والكمية بشأن التأثيرات المحتملة لتغير المناخ والدرجة النسبية لسرعة تأثر شتى المناطق والأهم والجماعات الاجتماعية الاقتصادية. وتتطلب خطى التقدم إعداد وتحسين تدابير أو مؤشرات عديدة لسرعة التأثر مثل عدد الأشخاص أو الأنواع الأحيائية أو النظم أو مساحة الأراضي التي تأثرت سلبياً أو إيجابياً أو نسبتها المئوية، أو التغيرات الطارئة على إنتاجية النظم ؛ والقيمة المالية لتغير الرفاهية الاقتصادية بالأرقام المطلقة والنسبية؛ وقياس حالات الغبن في التوزيع.

عدم اليقين. لا تزال هناك ثغرات كبيرة في تنقيح وتطبيق الأساليب المتعلقة بمعالجة جوانب عدم اليقين وخصوصاً فيما يتعلق بتوفير معلومات علمية من أجل عملية اتخاذ القرارات، ولابد من إدخال إجراء تحسينات على طرق التعبير عن الأرجحية والثقة ونطاق عدم اليقين فيما يتعلق بتقديرات الحصائل الناتجة، وكذلك كيفية ملاءمة هذه التقديرات مع نطاقات أوسع في عدم اليقين. وينبغي تنقيح الأساليب اللازمة لتوفير حسابات (متسمة بالشفافية) لكيفية إعداد أي تقدير تجميعي من معلومات غير مجمعة. ولذا لابد من بذل المزيد من الجهود لترجمة الآراء التقديرية إلى توزيعات الاحتمالات في نماذج التقديرات المتكاملة.



تقارير أخرى في هذه المجموعة