تغير المناخ 2001: التأثيرات والتكيف وسرعة التأثر

تقاريرخرى في هذه المجموعة

5-7 المناطق القطبية

من 1لمتوقع أن يكون تغير المناخ في المنطقة القطبية هو من أكبر التغيرات في أية منطقة على وجه  الأرض. وتطهو بيانات القرن العشرين فيما يتعلق بمنطقة القطب الشمالي اتجاهاً إلى الاحترار بدرجة تصل إلى 5 سلسيوس فوق مساحات شاسعة من الأراضي  (ثقة عالية جداً)، وفي الوقت نفسه تزايد 1لتهطال (ثقة منخفضة). وهناك بعض مناطق تشهد نوعاً من البرودة في شرقي كندا. وقد تناقص نطاق الجليد البحري بنسبة 2.9 في المائة لكل عقد، وقد ترقق هذا النطاق على مدى الفترة 1978-1996 (ثقة عالية). وحدث انخفاض هام من الناحية الإحصائية في نطاق ثلوج الربيع فوق منطقة أوراسيا منذ سنة 1915 (ثقة عالية). وانخفضت المنطقة التي توجد تحتها تربة صقيعية وسادها نوع من الدفء (ثقة عالية جداً). وأصبحت طبقة الأرض التي يذوب عنها الجليد فصلياً فوق التربة الصقيعية سميكة في بعض المناطق، وظهرت مناطق جديدة لذوبان التربة الصقيعية الشاسعة. وفي المنطقة القطبية الجنوبية ظهر اتجاه ملحوظ للاحترار في شبه جزيرة المنطقة القطبية الجنوبية مع افتقاد ملحوظ في الجرف الجليدي (ثقة عالية). ويتزايد نطاق الغطاء النباتي في الأراضي العليا في شبه جزيرة المنطقة القطبية الجنوبية (ثقة عالية جداً). وفي مناطق أخرى يبدو الاحترار أقل وضوحاً. فليس هناك تغير هام في الجليد البحري في المنطقة القطبية الجنوبية منذ سنة 1973، رغم أنه من الواضح قد انحسر بما يزيد على 3 درجات من خطوط العرض ما بين منتصف الخمسينات ومطلع السبعينات (ثقة متوسطة). [الفقرة 16-1-3-2]

وتعتبر منطقة القطب الشمالي سريعة التأثر للغاية بالتغير المناخي، ومن المتوقع أن تظهر سريعاً تأثيرات كبرى فيزيائية وإيكولوجية واقتصادية. وستؤدي طائفة من آليات التغذية بالمعلومات المرتجعة إلى تضخيم الاستجابة، مع حدوث تأثيرات تالية على نظم وشعوب أخرى. وستكون هناك تكوينات مختلفة من الأنواع الأحيائية على الأرض وفي البحر وتنقلات نحو القطب من مجموعات الأنواع الحية وإخلالات شديدة بالنسبة لجماعات السكان الذين يتبعون أساليب معيشية تقليدية. ففي المناطق المتقدمة النمو في منطقة القطب الشمالي وحيث تكون التربة الصقيعية غنية بالجليد، سوف يتطلب الأمر إيلاء اهتمام خاص لتخفيف وطأة التأثيرات الضارة نتيجة ذوبان الجليد، مثل الأضرار الشديدة بالمباني والبنية الأساسية للنقل (ثقة عالية جداً). وستكون هناك آثار مفيدة للاحترار المناخي، مثل نقص الطلب على طاقة التدفئة. وسيكون الفقدان الكبير للجليد البحري في محيط منطقة القطب الشمالي مواتياً لفتح طرق بحرية وسياحة إيكولوجية في منطقة القطب الشمالي وهذا ما قد تكون له تأثيرات كبيرة لخدمة التجارة والمجتمعات المحلية. [الفقرات 16-2-5-3, 16-2-7-1, 16-2-8-1, 16-2-8-2]

وفي المنطقة القطبية الجنوبية سوف يؤدي التغير المناخي المتوقع إلى حدوث تغيرات تتحقق ببطء (ثقة عالية). ولأن هذه التأثيرات سوف تحدث على مدى فترة طويلة فإنها سوف تستمر طويلاً بعد أن تكون انبعاثات غازات الدفيئة قد استقرت. وعلى سبيل المثال ستكون هناك تأثيرات بطيئة ولكن مطردة على صفائح الغطاء الجليدي وأنماط دوران المحيط على المستوى العالمي، وهو الشيء الذي لا يمكن مدوه طوال قرون في المستقبل، وسوف تحدث تغيرات في أماكن أخرى من العالم ومن بينها ارتفاع مستوى سطح البحر. ومن المتوقع حدوث فقدان كبير آخر في أرصفة الجرف الجليدي حول شبه جزيرة المنطقة القطبية الجنوبية. ومن المحتمل أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض حجم الجليد البحري إلى حدوث تغييرات طويلة الأجل في مجال جغرافيا المحيطات الطبيعية والنظام البيئي للمحيط الجنوبي، مع كثافة النشاط البيولوجي وزيادة معدلات نمو الأسماك. [الفقرتان 16- 2- 3- 4، 16- 2- 4-2]

وتشتمل المناطق القطبية على أنواع هامة من التغير المناخي. فمن المتوقع أن ينخفض امتصاص الكربون في المحيط الجنوبي بدرجة كبيرة نتيجة لعوامل فيزيائية وبيولوجية معقدة. ومن المتوقع أن تزداد انبعاثات غازات الدفيئة من منطقة التندرة وذلك بسبب تغيرات في المحتوى المائي وتحلل فحم المستنقعات المكشوف وذوبان التربة الصقيعية. وستعمل الانخفاضات في مساحة الثلوج والجليد العالية الانعكاس، على تضخيم الاحترار (ثقة عالية جداً). وسوف يعمل تجدد المياه العذبة نتيجة زيادة الجريان السطحي في منطقة القطب الشمالي وتزايد سقوط الأمطار وذوبان أجزاء من الجرف الجليدي في تلك المنطقة ونقص تكون الجليد البحري على إبطاء عمليات الدوران المدفوع بالتباين الحراري والملحي في محيط شمال الأطلسي والمحيط الجنوبي وعلى تخفيض التهوية في مياه المحيطات العميقة. [الفقرة 16-3-1]

وسوف يحدث تكيف مع التغير المناخي في المظم الإيكولوجية القطبية الطبيعية. وأساساً عن طريق ارتحال الأنواع وتغير مآلفها. وقد تصبح بعض الأنواع الأحيائية مهددة بالانقراض (على سبيل المثال فيل البحر وعجل البحر والدببة القطبية)، في حين قد تزدهر أنواع أخرى (مثل الوعل والأسماك). ورغم أن هذه التغيرات قد تحدث اضطراباً لكثير من النظم الإيكولوجية المحلية ولأنواع أحيائية أخرى بعينها، يظل الاحتمال بأن تغير المناخ المتوقع سوف يعمل في نهاية المطاف على زيادة الإنتاجية الإجمالية للنظم الطبيعية في المناطق القطبية. [الفقرة 16-3-2]

وفيما يتعلق بالمجتمعات المحلية الأصلية التي تنتهج أساليب معيشية تقليدية، فإن فرص التكيف للتغير المناخي تعتبر محدودة (ثقة عالية جداً). وسوف تؤثر التغيرات الحادثة في الجليد البحري وتواتر فصول الثلوج والموئل وتباين الأنواع الأحيائية المستخدمة للغذاء في ممارسات الصيد والحصاد، ويمكن أن تعرض للخطر التقاليد وأساليب العيش الراسخة منذ أمد طويل. أما المجتمعات المتطورة تكنولوجياً فمن المحتمل أن تتكيف بسهولة تماماً مع تغير المناخ بانتهاج طرائق معدلة للانتقال وبزيادة الاستثمار للاستفادة من الفرص التجارية الجديدة. [الفقرة 16-3-2]



تقارير أخرى في هذه المجموعة