يركز هذا السؤال على إمكانية تحقيق التخفيف وتكاليفه على الأجلين القريب والبعيد على السواء.  ويتناول السؤالان 5 و 6, قضية الفوائد الأولية للتخفيف (التكاليف المتجنبة وأضرار إبطاء تغير المناخ) وأما قضية الفوائد الثانوية للتخفيف فيتم تناولها في الإجابة على هذا السؤال وفي الإجابة على السؤال 8.   وتبين هذه الإجابة مجموعة متنوعة من العوامل التي تسهم في إحداث فروق وأوجه عدم يقين كبيرة في التقديرات الكمية لتكاليف خيارات التخفيف.  وقد بين تقرير التقييم الثاني نوعين من النهوج المتبعة في تقدير التكاليف، وهما النهوج من أسفل إلى أعلى التي تقييم في كثير من الأحيان  التكلفة والإمكانية على الأجل القريب ويتم إنشاؤها من تقييمات تكنولوجيات وقطاعات محددة؛ والنهوج من أعلى إلى أسفل التي تبدأ من العلاقات في الاقتصاد الكلي.  ويفضي هذان النهجان إلى فروق في تقديرات التكاليف تم تضييقها منذ أن تم إعداد تقرير التقييم الثاني.   وتتناول الإجابة الواردة أدناه تقديرات التكلفة من كلا النهجين بالنسبة للأجل القريب ومن النهج من أعلى إلى أسفل بالنسبة للأجل الطويل.  وترد أولا مناقشة لخيارات التكيف وإمكانية تخفيضها لانبعاثات غازات الدفيئة وعزل الكربون.  وتعقب ذلك مناقشة لتكاليف تحقيق تخفيضات في الانبعاثات من أجل تلبية القيود المفروضة على الانبعاثات على الأجل القريب  وأهداف التثبيت الطويلة الأجل وتوقيت التخفيضات لبلوغ هذه الأهداف. وتختم هذه الإجابة بمناقشة للإنصاف باعتباره يتصل بتخفيف تغير المناخ.

هناك إمكانية تكنولوجية وبيولوجية كبيرة للتخفيف على الأجل القريب.

تم إحراز تقدم تقني كبير يتصل بخفض انبعاثات غازات الدفيئة منذ تقديم تقرير التقييم الثاني في وسار هذا التقدم بخطى أسرع مما كان متوقعا. ويجري إحراز تقدم في مجموعة كبيرة من التكنولوجيات في مختلف مراحل التطور، مثل طرح توربينات الرياح في الأسواق و التخلص السريع من الغازات الناتجة عن الصناعة، مثل أكسيد النيتروز المنبعث من إنتاج حمض الأديبيك والمركبات الكربونية الفلورية المشبعة المنطلقة من إنتاج الألومنيوم،  والسيارات التي تعمل بالمحركات المهجنة ذات الكفاءة، والنهوض بتكنولوجيا خلايا الوقود  والبيانات العملية بشأن تخزين ثاني أكسيد الكربون الجوفي. وتشمل الخيارات التكنولوجية لخفض الانبعاثات  تحسين كفاءة أجهزة الاستعمال النهائي وتكنولوجيات تحويل الطاقة والانتقال إلى التكنولوجيات التي ينخفض أو ينعدم فيها الكربون وتحسين إدارة الطاقة وتخفيض انبعاثات الغازات الناجمة عن النواتج والعمليات الصناعية وإزالة الكربون وتخزينه.    ويلخص الجدول 7-1 نتائج الكثير من الدراسات القطاعية والتي تم إجراء معظمها على مستوى المشروعات وعلى المستوى الوطني والإقليمي وأجري بعضها على المستوى العالمي، مع تقديم تقديرات للتخفيضات المحتملة في انبعاثات غازات الدفيئة في الإطار الزمني 2010 و2020.

وتتيح الغابات والأراضي الزراعية والنظم الايكولوجية الأرضية الأخرى إمكانية كبيرة لتخفيف الكربون. والحفاظ على الكربون وعزله، وإن لم يكن دائما بالضرورة، قد يتيح وقتا لتعزيز تطوير وتنفيذ خيارات أخرى (أنظر الجدول 7-2). وقد يحدث التخفيف البيولوجي عن طريق ثلاث استراتيجيات هي:
أ) الحفاظ على مستجمعات الكربون الحالية و  ب)العزل عن طريق زيادة حجم مستجمعات الكربون¹³ و ج) استبدال المنتجات البيولوجية المنتجة على نحو مستدام (مثل الخشب لمنتجات الإنشاء الكثيفة الطاقة والكتلة الأحيائية للوقود الأحفوري).  وقد يساعد الحفاظ على مستجمعات الكربون المهددة على تفادي الانبعاثات إذا أمكن الحيلولة دون حدوث تسرب  ولا يمكن أن يصبح مستداما إلا إذا أمكن معالجة المحركات الاجتماعية الاقتصادية لإزالة الغابات وغير ذلك من خسائر مستجمعات الكربون.   ويعبر العزل عن الديناميكية البيولوجية للنمو التي تبدأ ببطء في كثير من الأحيان مرورا بحد أقصى ثم تنخفض بعد ذلك خلال مدد تتراوح بين عقود وقرون.  وتبلغ إمكانية خيارات التخفيف البيولوجي 100 جيغا طن من الكربون (تراكمي) بحلول عام 2050، وهو ما يساوي نحو 10 إلى 20 % من الانبعاثات المقدرة للوقود الأحفوري خلال تلك الفترة، بالرغم من وجود قدر كبير من عدم اليقين المقترن بهذا التقدير.  ويعتمد تحقيق هذه الإمكانية على توفر الأراضي والمياه فضلا عن معدلات اعتماد ممارسات إدارة الأراضي. وتنطوي المناطق شبه المدارية والمدارية على أكبر إمكانية بيولوجية لتخفيف الكربون في الغلاف الجوي.